مادة الزرنيخ هي من العناصر الطبيعية المكونة لقشرة الأرض وتتواجد في شكلها غير العضوي في الماء والتربة والصخر. ويشكل التعرّض المزمن للزرنيخ غير العضوي قلقًا مستمراً لدى منظمة الصحة العاليمة حيث تصنّفها واحدة من عشر مواد كيميائية التي تعتبر من الشواغل الرئيسية للصحة العمومية. ويصل الزرنيخ إلى جسم الإنسان عن طريق شرب المياه الجوفية الملوّثة بالزرنيخ، أو تناول الأغذية التي حضّرت أو رويت بمياه ملوّثة بالزرنيخ، عمليات التجهيز الصناعية، وكذلك التدخين. وبينما يحتوي السمك أيضا على الزرنيخ، الا أن الزرنيخ في شكله العضوي في السمك لا يشكل خطرا على صحة الإنسان.
استنادا إلى منظمة الصحة العاليمة، إن أعراض التسمم الحاد بالزرنيخ هي "التقيؤ وآلام في البطن والإصابة بالإسهال، يلي ذلك شعور بالخدر ووخز في الأطراف وتشنج العضلات والموت، في الحالات القصوى." أما التعرّض المزمن للزرنيخ، والتي تظهر بعد التعرض كحد أدنى لمدة خمس سنوات تقريباً، فتشمل "تغييرات في صبغة الجلد والإصابة بآفات جلدية وظهور بقع صلبة على راحتي اليدين وأخمصي القدمين (فرط التقران)." وتقدّر المنظمة أن هذه الأعراض ربما تكون نذيراً للإصابة بسرطان الجلد، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الأمراض السرطانية مثل سرطان المثانة والرئتين. ولا تنتهي أضرار التسمم بالزرنيخ هنا، حيث كشفت منظمة الصحة العاليمة في تقريرها أن الزرنيخ يتسبب أيضا في تسميم خلاياه العصبية وإصابته بداء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وكذلك "مرض القدم السوداء"، وهو مرض عضال يصيب الأوعية الدموية ويؤدي إلى الغرغرينا.
وقد حذّر العلماء في المملكة المتحدة من خطر التعرّض المزمن لمعدن الزرنيخ بعد أن نجحوا قبل عدة أسابيع في تقديم الأدلة بأن معدن الزرنيخ يسبب خللا في المادة الوراثية مما يعرّض الخلايا للأورام السرطانية.
في ما يلي أهم الطرق للوقاية من التسمم بالزرنيخ:
1) خفّض من استهلاك الأرز ومنتجاته
تعتمد الأطباق العربية بشكل رئيسي على الأرز حيث يستهلك بوتيرة عالية وبكميات كبيرة نسبيًا. وتشير الدراسات إلى أن الأرز يعتبر من أكثر الحبوب التي تخزّن الزرنيخ من التربة والماء ولهذا يشكّل استهلاكهه كغذاء رئيسي خطرا للتعرّض المزمن لكميات عالية من الزرنيخ. ولتجنّب التعرّض للزرنيخ عن طريق الأرز ينصح بما يلي:
• نوّع في الأغذية النشوية التي تسهلكها لتشمل البرغل و الفريكة و الجريشة و المعكرونة و البطاطا والشوفان والكينوا بحيث يحتل الأرز حيّزا أصغر مما كان عليه سابقا.
• أغسل الأرز جيدا قبل طهيه ثم اغليه بكمية إضافية من الماء تلقيها بعد أن يتم طهيه. فمثلا يؤدي استخدام 6 أكواب من الماء لطهي كوب من الأرز إلى تخفيض مستوى الزريخ بمعدّل 30%.
• استبدل الأرز المطحون للأطفال بحبوب مطحونة أخرى معدّةة للأطفال.
• تجنّب منتجات الأرز المختلفة مثل شراب الأرز وكعك الأرز.
• بينما يعتبر الأرز البري آمنا بالنسبة للزرنيخ، ينصح بتجنّب الأرز الكامل (غير المقشور) لأن الزرنيخ يخزّن داخل قشرة الأرز. وقد كشف العلماء أن الأرز غير المقشور يحتوي على كميات أعلى من الزرنيخ تصل إلى 10-12 مرة أعلى من الأرز المقشور. ويشار إلى أن الأرز البري يختلف عن الأرز الكامل في أنه لا ينتمي إلى عائلة الأرز مع أن اسمه وشكله يوحيان بذلك.
• فضّل الرضاعة على حليب الأطفال حيث أن شراب الأرز يستخدم أحيانا لتحلية بعض أنواع حليب الأطفال.
2) تجنّب العصير
يجد الزرنيخ طريقه إلى الأنواع المختلفة من العصير، خاصة عصير التفاح والعنب، عن طريق بعض أنواع المبيدات التي تحتوي على الزرنيخ.
3) إذا كنت تشرب مياه الآبار، فافحص كمية الزرنيخ فيها لتتأكد أنها غير ملوّثة بالزرنيخ
استنادا إلى منظمة الصحة العاليمة، إن الحد الأعلى المُوصى به لمنسوب الزرنيخ في مياه الشرب هو 10 ميكروغرام لكل لتر.
4) إذا كنت مدخّنًا، توقف عن التدخين!
تصنّف منظمة الصحة العاليمية التبغ كمصدرا للتعرّض المزمن للزرنيخ حيث "يتعرض مدخنو التبغ للزرنيخ غير العضوي الموجود في التبغ لأن نباتات التبغ تمتص الزرنيخ الموجود طبيعياً في التربة".
تشير الدراسات والأبحاث إلى أن العادات الغذائية السليمة تلعب دورا في تنظيف الجسم من الزرنيخ. ولعل استهلاك كميات كافية من الألياف الغذائية تعتبر من أهم هذه العادات حيث أن تناولها يساهم في تخلّص الجسم من عدد من المركبات السامة. ويشار أن الحبوب الكاملة، البقوليات، الخضار والفواكه هي المصادر الرئيسية للألياف الغذائية. إضافة إلى ذلك، فأن معدن الكبريت المتواجد بكثرة في الثومة، البصل، البيض، السمك والبقوليات يساعد في التخلص من معدن الزرنيخ في الجسم. ومن المعادن الأخرى التي يرتبط استهلاكها بإخراج الزرنيخ من الجسم هو السيلينيوم الموجود في البيض، البصل، البقوليات، الحبوب الكاملة، السمك، والمكسرات.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات