هل تعتبر المعلبات صحيّة؟ اذا كان هذا السؤال يحيّرك ويجعلك تتردد في الإجابة، أقدم لك في ما يلي 4 جوانب صحية هامة حول المعلبات:
1) مركب PBA
اذا كان لديك الاختيار بين مخلل محفوظ في علبة صفيحية أو عبوة زجاجية أو وعاء بلاستيكي، ماذا تختار؟ من المؤكد أن معظم الناس لا يدركون خطورة الأبعاد الصحية لاستهلاك الأغذية المحفوظة في أوعية بلاستيكية أو صفيحية، حيث أن كلاهما يحتويان على المركب الكيماوي PBA وهو اختصار لـ bisphenol a. يدخل مركب PBA في تصنيع البلاستيك وفي تغليف المعلبات الصفيحية ليمنع تفاعل الحديد أو القصدير أو الالمنيوم مع الغذاء. يشكل مركب PBA احدى المخاوف الصحية الرئيسية في استخدام المعلبات، إذ كشفت الدراسات سهولة تسربه إلى المنتجات الغذائية لداخل الأغذية المعلبة.
وفي دراسة عشوائية لخمسين نوعًا من المعلبات المختلفة في الولايات المتحدة وكندا، وجد مركب BPA في الأغذية المعلبة في 46 علبة من أصل خمسين!
وفي دراسات أخرى، عثر على هذا المركب في عينات دم وبول الأشخاص الذين استهلكوا الأغذية المعلبة. وقد ربطت الأبحاث مركب BPA بعدد كبير من الأمراض من بينها الاضطرابات الهرمونية، أمراض القلب والشرايين والأمراض السرطانية. إضافةً إلى ذلك، يشكل تعرّض الحامل لمركب BPA خطراً على صحة الجنين حيث يؤثر سلبًا على تطور الجهاز العصبي المركزي ويعرضه للسمنة لاحقًا في حياته.
لتجنب التعرض لـBPA، يُنصح اختيار الأغذية المحفوظة في علب زجاجية وتجنّب الصفيحية منها، إلا اذا كانت الشركة تستخدم علب صفيحية خالية من BPA. في جميع الأحوال، يحذّر من تسخين المعلب على النار، لأن التسخين يُحدث تفاعلات غير مرغوبة وتكوين مواد ضارة. انقل المعلب من العلبة إلى وعاء آخر للتسخين.
2) التلوث البكتيري
ماذا تفعل بعلبة الفول أو الذرة المنفوخة أو المشقوقة أو المبعوجة إذا كانت مدة صلاحيتها سارية المفعول؟ هل تتذوقها بعد اذا وجدت أن رائحة ومظهر الطعام فيها طبيعية؟ أم تغليه أولا ثم تأكله؟ أم تلقيه في القمامة؟
إنتبه إلى أن المعلبات المنفوخة هي مؤشر لتلوث المنتوج الغذائي ببكتيريا Clostridium botulism التي تسبب أخطر أنواع التسمم الغذائي على الإطلاق. ويشار إلى أن هذا النوع من التلوث البكتيري لا يغيّر من طعم أو رائحة أو مظهر الغذاء، كما أن البكتيريا لا تموت عند تعرضها للحرارة إلى درجة الغليان، إذ إن هذه البكتيريا تشكّل حويصلات لتحمي نفسها من درجة الحرارة العالية. من أعراض هذا النوع من التسمم الإسهال والتقيؤ في المراحل الأولى، وقد يسبب الشلل في المراحل المتقدمة.
لتحمي نفسك من التسمم البكتيري، إختر معلبات خالية من الضربات أو التشققات أو أي انتفاخ، إغسلها من الخارج بالماء جيداً قبل فتحها من أجل التخلص من أي تلوث جرثومي قد يجد طريقه إلى داخل العلبة لدى فتحها. إضافة إلى ذلك، إمتنع عن حفظ الطعام المتبقي داخل العلبة وانقله إلى وعاء آخر لتحفظه في الثلاجة.
3) كمية الملح
ينصح مرضى القلب والكلى والأشخاص الذين يعانون من ضغط دم مرتفع بتجنّب الملح. فهل يتناسب استهلاك المعلبات مع وضعهم الصحي؟ في الحقيقة أن المعلبات لا تشكل مصدراً هامًا للملح حيث أنه يضاف عادة للمنتجات الغذائية في المعلبات بكميات قليلة لتحسين المذاق وليس كمادة حافظة. تشير الدراسات إلى أن تصفية المحتويات من السائل يزيل 36% من الملح، فيما تصفية المحتويات وغسلها يخفض من كمية الملح بمعدّل 41%.
ينصح الأشخاص الذين يتطلب وضعهم الصحي بتخفيض كمية الملح من تجنّب المعلبات التالية الغنية بالملح:
- السردين
- اللحوم المعلبة
- المخللات
- الزيتون
4) القيمة الغذائية
ما الفرق في القيمة الغذائية بين منتوج غذائي معلّب وآخر غير معلّب؟ للإجابة على هذا السؤال، قام العديد من الباحثين بفحص القيمة الغذائية لمنتوج غذائي معلّب ومقارنته مع آخر غير معلّب. وقد تبيّن من نتائج هذه الدراسات أن المعلبات تحتوي على قيمة غذائية متساوية مع تلك غير المعلبة وأحيانًا تفوقها.
يعود السبب في ذلك إلى أن في التعليب يتم استخدام محاصيل تقطف في ذرة نضوجها وقيمتها الغذائية ثم تنقل بسرعة كبيرة للتعليب. يشار إلى أن إزالة الأكسجين من داخل العلبة وإغلاقها بإحكام يساهم في حمايتها من التأكسد والتلف. أما المحاصيل غير المعلّبة، فتقطف عادة قبل نضوجها لتزداد مدة تسويقها، مما يعرّضها للحرارة والأكسدة فتفقد من قيمتها الغذائية إلى أن يتم استهلاكها.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات
