بحث

dsdsdsd
أم الدم الأبهريّة البطنيّة

أم الدم الأبهريّة البطنيّة

ما هي أم الدم الأبهريّة البطنيّة؟ ما هي أعراضها؟ ما أسبابها؟ كيف يتمّ تشخيصها؟ كيف يتمّ علاجها؟ ما هي علامات التحذير التي تستوجب مراجعة الطبيب فورا؟ مرشد

دكتور بشير شيخ يوسف

د. بشير شيخ يوسف

تم في الآونة الأخيرة طرح موضوع أم الدم الأبهريّة البطنيّة للتوعية العامة، ودخل فحص الكشف المبكر عن المرض السلة الصحيّة. يتيح الكشف المبكر عن المرض بواسطة فحص بسيط ، تقديم العلاج المنقذ للحياة.

ما هي أم الدم الأبهريّة البطنيّة؟

الأبهر هو الشريان الرئيسيّ في جسم الإنسان ووظيفته نقل الدم من القلب إلى باقي أجزاء الجسم. يبدأ الجزء البطنيّ أسفل الحجاب الحاجز ويتنهي بالشرايين الحرقفيّة (وهي عبارة عن التشعب الأخير للأبهر وتقوم بإمداد الحوض والأطراف السفليّة بالدم). تحدث أم الدم الأبهريّةفي الأبهر البطنيّ (توسع مرضي) عندما يضعف جدار الأبهر نتيجة واحدة أو أكثر من الحالات التالية: تصلب الشرايين، ارتفاع ضغط الدم، الصدمة، العدوى والالتهابات، أمراض الأنسجة الضامة (مثل متلازمة مارفان) والشيخوخة. التدخين هو عامل الخطر الكبير لتطور المرض.

ينتج عن ضعف جدار الأبهر، توسعا محليا في هذه المنطقة (يصبح مثل البالون)، ويصبح الجدار رقيقا. إذا لم تتم معالجة أم الدم، قد يحدث تمزّق نتيجة ضغط الدم مما يؤدي إلى حدوث نزيف داخلي قوي. هذا النزيف يشكل خطرا على الحياة ويستوجب عناية طبية عاجلة.

يتراوح قطر الأبهر الطبيعي حوالي 2 سنتمتر إلى 2.5 سنتمتر (في المعدل). توسع الشريان إلى قطر يزيد عن 3 سنتمتر يعتبر "أم الدم الأبهريّة البطنيّة".


رسم توضيحي لأم الدم الأبهريّة البطنيّة (تقدمة مداترونيك) 


ما هي الأعراض؟

في معظم الحالات لا توجد أعراض للمرض. بعبارة أخرى: معظم الأشخاص لا يشعرون بأي أعراض تشير إلى وجود أم الدم الأبهريّة. يحدث أحيانا، وخلال فحص طبي روتيني أن يلاحظ الطبيب وجود كتلة نابضة في بطن المتعالِج. مع ذلك ففي معظم الحالات لا يمكن تحسس أم الدم الأبهريّة البطنيّة  في الفحص البدني أيضا، ويتم اكتشافها من خلال فحوص التصوير المختلفة التي يتم إجراؤها لأسباب أخرى أو في إطار فحص مسح من أجل الكشف المبكر عن أم الدم الأبهريّة البطنيّة.

مع ذلك، عندما يحدث تمزّق في جدار الشريان (انبجاسأم الدم) يعاني الشخص من آلام حادة في البطن ناتجة عن التمزق نفسه وعن النزيف الحاد. تشكل هذه الحالة تهديدا للحياة إذا لم تتم معالجتها بصورة عاجلة. يمكن أحيانا الإحساس بالألم قبل انبجاسأم الدم نتيجة الضغط الذي تشكله على الأعضاء المجاورة في البطن. أحد الأعراض المصاحبة المحتملة لأم الدم الأبهريّة البطنيّة هي انسداد شديد في الأبهر أو الأوعية الدموية في الساقين. هذه الحالات أيضا قد تشكل خطرا على الحياة إذا لم يتم علاجها بأسرع وقت.

ما هي عوامل خطر المرض؟

تشمل عوامل الخطر، من بين الأمور الأخرى: الجنس (المرض أكثر شيوعا لدى الرجال منه لدى النساء)، الجيل (أم الدم الأبهريّة البطنيّة أكثر شيوعا لدى الأشخاص من جيل 50 عاما فما فوق)، التاريخ العائلي لأم الدم الأبهريّة البطنيّة (لدى الأقارب من الدرجة الأولى)، التدخين (نشط أو سلبي في مرحلة ما من الحياة)، ضغط الدم المرتفع، أمراض القلب والأوعية الدمويّة، السمنة، وجود أقارب يعانون من المرض (الوراثة).

ما مدى انتشار المرض؟

أم الدم الأبهريّة البطنيّة غير شائعة بين الفئة العمريّة ما تحت 60 عاما. شخص واحد من 1000 يصاب بالمرض ما بين جيل 60 إلى جيل 65 عام، ويزداد معدل الإصابة بالمرض مع تقدم العمر. تشير فحوصات المسح إلى أن ام الدم الأبهريّة البطنيّة تحدث لدى 2% - 13% من الرجال ولدى 6% من النساء من جيل 65 فما فوق. مع ذلك فإنّ حوالي 90% من أمهات الدم الأبهريّة البطنيّة التي يتم اكتشافها في فحوصات المسح تكون صغيرة  (قطرها أقل من 3.5 سنتمتر)، ومن غير المرجح انفجارها.

تشير التقديرات إلى أنّ ما يقرب من 1000 شخص في إسرائيل تتطور لديهم أم الدم الأبهريّة البطنيّة المهددة للحياة في كل عام، ولكن حوالي 600 منهم فقط يتلقون علاجا وقائيا منقذا للحياة. فرص البقاء على قيد الحياة في أعقاب العلاج الاختياري والمخطط هي ممتازة وتتراوح بين 95% إلى 99%. في المقابل، فرص البقاء على قيد الحياة في حالات التمزق والحاجة إلى إجراء عمليّة جراحيّة عاجلة هي أقل بكثير: تصل معدلات الوفاة إلى حوالي 90%، وحوالي 10% فقط ينجحون في البقاء على قيد الحياة بعد حدوث تمزق في أم الدم الأبهريّة البطنيّة. من هنا تكمن الأهمية الكبرى لعلاج أم الدم الأبهريّة البطنيّة قبل حصول التمزّق.

كيف يتم التشخيص؟

معظم أمهات الدم لا نشعر بها ويتم اكتشافها عن طريق الصدفة أثناء فحوصات تصوير مختلفةيتم إجراؤها لأسباب أخرى. الفحص المخصص للكشف عن أم الدم الأبهريّة البطنيّة هو فحص الموجات فوق الصوتيّة للبطن. يُنصح بها للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 65 إلى 75 عام المدخنين أوالمدخنين سابقا- حتى ولو كانوا يدخنون سجائر قليلة لفترة زمنيّة قصيرة. هذا هو فحص بسيط، سريع وغير جائح، وتم إدراجه في السلة الصحيّة منذ 2015.

متى وكيف يتم العلاج؟

فيما يلي الدلالات لعلاج أم الدم الأبهريّة البطنيّة:

1. قطر أم الدم الأبهرية متسع (أكثر من 5.5 سم لدى الرجال وأكثر من 5 سم لدى النساء).

2. وتيرة اتساع أم الدم الأبهريّة تزيد عن 1 سم في العام.

3. وجود أحد أعراض أم الدم الأبهريّة التي ذكرت سابقا، وخاصة آلام حادة في البطن أو الساقين.

تتوفر طريقتان ممكنتان لعلاج أم الدم الأبهريّة البطنيّة: 

1.  جراحة مفتوحة تجري تحتالتخدير الكامل. يقوم الطبيب الجراح في هذه العملية بعمل شق في جدار البطن وزرع انبوب اصطناعي (طُعم شرياني) مكان الجزء المتسع من الشريان.

2. جراحة طفيفة جائحة يتم خلالها إدخال جزء اصطناعي (دعامة - ستانت) عبر شرايين الفخذ (مثل عمليّة القسطرة). يتم تركيب الجزء الاصطناعي داخل الجزء المتسع من الشريان الأبهر بحيث يشكل مسار تدفق بديل يمنع تشكيل ضغط على المنطقة الرقيقة والهشة من الأبهر، بدون إجراء فتحة في الشريان نفسه. يمكن إجراء هذه العمليّة تحت تخدير كامل، تخدير ناحي أو حتى تخدير موضعي. طريقة العلاج يتم اختيارها من قبل الطبيب، مع الإشارة إلى أنه في الوقت الحاضر هناك تفضيلا واضحا لطريقة الجراحة الطفيفة الجائحة لارتباطها بمخاطر وأعراض جانبيّة أقل.

هل هذا أحادي الحدوث؟ هل سيعاود الحدوث؟

بعض الذين يعانون من أم الدم الأبهرية البطنية لديهم أيضا أم الدم الأبهرية الصدرية. أحيانا تكون أم الدم البطنية وأم الدم الصدرية متصلتان معا وأحيانا تكونان منفصلتان. بعض المرضى لديهم ميل لتطوير أم الدم في الشرايين الأخرى من الجسم، على سبيل المثال في شرايين الحوض أو شرايين الساقين. لذلك فإنّ الإجابة على هذا السؤال معقدة بعض الشيء: أم الدم الأبهرية البطنية التي تمت معالجتها هي في معظم الأحيان أحادية الظهور ولا تعاود الظهور مرة أخرى، لكن الشخص الذي أصيب بأم الدم الأبهريّة البطنيّة لديه احتمال الإصابة بأم الدم في شرايين أخرى، يشمل ذلك الشريان الأبهر في أجزائه الغير بطنية.

ما هي علامات التحذير التي تستوجب مراجعة الطبيب فورا؟

يشير حدوث آلام حادة في البطن والساقين بشكل مفاجئ وسريع (أو الشعور بالبرودة والتنميل) إلى حدث حاد يتطلب توضيحا عاجلا.

ما هو الوقت الذي يستغرقني "للعودة إلى نفسي"؟

بما أنه يتم حاليا علاج أم الدم بشكل رئيسي بأساليب طفيفة جائحة، فبالتالي تكون فترة الانتعاش في معظم الأحيان سريعة، ويتم تسريح معظم المرضى خلال فترة زمنية قصيرة 3 أيام حتى 5 أيام بعد الجراحة. تكون العودة للأداء الوظيفي اليومي سريعة، وخلال أقل من شهر يعود معظم المرضى لأدائهم الوظيفي الكامل.

هل سأتعافى بعد العلاج وهل يتوجب علي البقاء تحت المراقبة؟

الإجابة على هذين السؤالين إيجابيّة: بعد العلاج تختفي المشكلة، لكن هناك حاجة لإجراء فحوصات تصوير مرة في السنة للمراقبة والعلاج لضمان عدم حدوث مضاعفات لاحقة.

دكتور بشير شيخ يوسف جراح كبير في الأوعية الدموية في مستشفى بيلنسون من مجموعة كلاليت. متخصص جراحات القلب والأوعية الدمويّة ومتخصص بشكل خاص في قسطرة الأوعية الدمويّة. يعمل في المستشفى كمسؤول مجال علاج أمراض الشريان الأبهر.

* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات

الانضمام إلى كلاليت

الانضمام إلى كلاليت

كلاليت بحر مليء بالثروات....ترغبون بالحصول على بعضها؟

املأوا البيانات ومندوبنا سيتصل بكم

املأ بياناتك وسنرد عليك في أقرب وقت ممكن

الحقول المطلوبة

قم بالتحديد على الخيار الأمني
 

يرجى ملاحظة أنه تقدم معلومات شخصية حساسة في النموذج