بحث

dsdsdsd
انتقال البكتيريا من القوارض

ما هو داء اللولبية النحيفة (עכברת)؟

ما هو اللولبيّة النحيفة؟ ما مسبباته؟ ما هي أعراضه؟ ما مدة استمراره؟ كيف يتم تشخيصه؟ كيف يتمّ علاجه؟ ما هي الأعراض التي تستدعي التوجه إلى الطبيب؟ هل هناك مضاعفات جانبية؟ دليل

د. بات شيفع غوتمان , د. يان ميسكين

لا شك أنّ حالة داء اللولبية الأولى في إسرائيل قد عرفت بالضبط أين تقع: دكتور يان ميسكين، طبيب عائلة في كلاليت، مختص واستشاري في الأمراض المعدية، تلقى قبل اسبوع محادثة هاتفية قلقة جدا من ابنه.

الابن يوفال (24) شاب يتمتع بصحة جيدة ولديه حب شديد للرحلات المائية، أخبر والده أنّ لديه مشكلة غامضة: يعاني من حرارة مرتفعة لا تنخفض حتى بعد تناوله دواءا لتخفيف الحرارة. أسرع الطبيب إلى مكان تواجد ابنه "وجدته يعاني من درجة حرارة 41 ولا يستطيع التحرّك. عدنا به إلى البيت للمراقبة".

مرّ يومان ولم تنخفض درجة حرارته وبدأ الأب القلق يدرك أنّ هناك مشكلة. "أظهرت الفحوصات عدم وجود مرض بكتيريّ، لكن اتضح أن هناك اضطراب في الأداء الوظيفيّ للكبد والكلى. اعتقدت أنّ الأمر قد يكون على ما يبدو حمى الكهوف أو حمى غرب النيل، وبعد التشاور مع زملاء في العمل بدأنا معه بالعلاج بالمضادات الحيوية".

هل ساعد الأمر؟

حمى. لقد استمر الوضع بالتدهور إلى حد القصور الكلويّ، وعندها وصلني هاتف من طبيب عسكري طلب استشارتي. قال أنّه خرج في جولة مع جنوده، وأنّ 7 منهم تمّ نقلهم إلى المستشفى بسبب درجة حرارة مرتفعة ومتواصلة. أجرينا مقارنة بين أعراض صورة الدم، واتضح أن ابني قد تجوّل في نفس المنطقة التي تجوّل بها الجنود: بركة همشوشيم وجدول الزاكي. بنفس اللحظ أدركت أنّ القصة واحدة: في كلا الحادثين كان هناك تعرّض للماء، وبالتالي كان من الواضح أن الموضوع ليس كهوف".

في هذه المرحلة توجه دكتور ميسكين للجهات ذات الصلة في وزارة الصحة وفي الجيش – الذين لم يكن لديهم علم بالوضع لكن باشروا بالتحقق- خلال بضع ساعات بدأوا بمقارنة وربط البيانات والاستعداد وفقا لذلك. من هناك كانت الطريق نحو تشخيص المرض قصيرة.

كيف انتهت الحادثة من جهة ابني يوفال؟ قبل تشخيص المرض بيومين بدأ الأب القلق بإعطاء ابنه علاجا بالمضادات الحيوية الموصى به لداء اللولبيّة النحيفة (انظر لاحقا "كيفية المعالجة") وقد شفي تماما. مزيج من الخبرة، الحدس والحظ.

إذَا ابنك هو في الواقع حالة اللولبية النحيفة الأولى في البلاد؟

"الحالة الأولى التي تمّ الإبلاغ عنها ومن أصعبها وهو يعتبر حالة مؤشر. حدثت في الماضي في البلاد حالات لولبية نحيفة، لكن هذه هي المرة الأولى التي يحدث بها تفشي بهذا الحجم".

ما هو داء اللولبية النحيفة؟

اللولبية النحيفة مرض بكتيري ينشأ من انتقال البكتيريا من الحيوانات إلى الإنسان، وبشكل خاص القوارض (مثل الفئران والجرذان), وكذلك من الحيوانات البرية وحيوانات المزارع مثل البقر والماشية، الخيل والكلاب. يُعزى تفشي اللولبية النحيفة الحالي في الجداول الشمالية إلى إزدياد عدد الخنازير البرية. يتم انتقال البكتيريا إلى الانسان في العادة في أعقاب التعرض لمياه ملوّثة أو تربة مصابة ببول تدييات (يتطور المرض في المسالك البولية للحيوانات).

ما المسبب للمرض وكيف ينتقل؟

المسبب للمرض هو بكتيريا على شكل لولبي تدعى بيتوسفيرا تصيب الحيوانات، وهي مصدر العدوى. هناك أنواع كثيرة من هذه البكتيريا التي لها أعراض سريرية مختلفة. قد تظهر أعراض المرض على الحيوان المصاب أو قد لا تظهر بتاتا. تقوم القوارض المصابة بالبكتيريا بإفراز البكتيريا عن طريق البول وهكذا يتم تلويث البيئة وبشكل خاص الأحواض المائية.

قد يصاب الإنسان بالمرض في أعقاب التعرض لمياه ملوّثة بالبكتيريا أو تربة ملوّثة. تدخل البكتيريا إلى الجسم بشكل رئيسي من خلال الجروح أو الآفات الجلدية وكذلك عن طريق الأغشية المخاطية والعينين وكذلك أيضا في أعقاب بلع مياه ملوّثة. في أحيان نادرة قد تحدث العدوى من خلال أطعمة ملوثة من قبل قوارض.

عالميا، المرض شائع بشكل خاص في المناطق التي فيها خدمات صرف صحي سيئة، مما يؤدي إلى نمو أعداد القوارض، خاصة الفئران والجرذان. في الأدبيات المهنية تشير تقارير حول تفشي المرض بين آلاف الأشخاص- خاصة في مناطق الكوارث التي انهارت فيها أنظمة الصرف الصحي. على سبيل المثال، تم رصد تفشي المرض بعد حوادث الفياضانات، حيث اختلطت مياه المجاري مع مياه الفيضانات.

في بعض الأحيان لا نجد صلة بين حوادث العدوى وبين ظهور المرض، وتفسير ذلك هو أنه يمكن للبكتيريا البقاء حية في المياه والتربة لمدة أسابيع عديدة. يظهر من خلال التقارير في السنوات الأخيرة أنّ هناك زيادة في حالات تفشي اللولبية النحيفة في أمكنة الطبيعة والترفيه التي تشتمل على فعاليات مائية (مثل السباحة والتجديف) حتى أنه كانت هناك تقارير حول مشتركين في مباريات ترياتلون (التي تشتمل على فقرة سباحة) قد أصيبوا بمرض اللولبية النحيفة في أجزاء مختلفة من العالم.

الأشخاص المعرضون للإصابة بالمرض هم الذين يتصلون اتصالا قريبا بالحيوانات وإفرازاتها مثل الأطباء البيطريين، عمال المسالخ، المزارعين والمتنزهين ( لا سيما المتجولين الذين يدخلون إلى أحواض مائية عذبة ملوّثة أو يسيرون حفاة على تربة ملوّثة. كذلك مجذفي قوارب الكياك في مياه ملوثة هم أيضا معرضون للإصابة بالمرض).

يُعزى أيضا التفشي الحالي للمرض في إسرائيل إلى التكاثر السريع للخنازير البرية في الجولان والجليل وكذلك إلى العديد من سنوات الجفاف التي أدت إلى تدفق شحيح للمياه في الجداول. تشير التقديرات أنه بعد أول مطر غزير في فصل الشتاء القادم سيتم غسل التلوّث من الجداول وسيختفي.

لولبية نحيفة

كيف أنا بالمقارنة مع الآخرين؟

يشيع مرض اللولبية النحيفة بشكل خاص في المناطق الاستوائية وبدرجة أقل في المناخات المعتدلة مثل إسرائيل. حسب تقدير منظمة الصحة العالمية أن هناك حوالي مليون شخص يمرضون سنويا باللولبية النحيفة في أنحاء العالم. يموت من المرض حوالي 6% في غياب الرعاية الطبية الملائمة أو بسبب التأخر في تقديم العلاج الطبي.

ما هي الأعراض؟

حوالي 90% من المصابين لا تظهر عليهم أي أعراض أو قد تظهر عليهم أعراض خفيفة تختفي تلقائيا خلال فترة زمنية قصيرة. قد يعاني حوالي 10% من المصابين من توعك حاد قد يصيب أنظمة الجسم المختلفة وقد تصل إلى درجة الوفاة إذا لم يتم علاجهم بالشكل الصحيح.

الأعراض الشائعة هي ارتفاع درجة الحرارة، الصداع، ووجع العضلات (خاصة الساقين وأسفل الظهر). أعراض أخرى هي احمرار العينين، الغثيان، التقيؤ، ألم في البطن، سعال وفي بعض الأحيان طفح جلدي.

الأعراض التي تشير إلى تردي الوضع الصحيّ هي اليرقان، القصور الكلوي والقصور الكبدي، نزف – خاصة في الأغشية المخاطية- التهاب السحايا، اضطراب في وتيرة ضربات القلب، قصور في جهاز التنفس وتعطل متعدد لأنظمة الجسم. لدى المرأة الحامل، قد يضر مرض اللولبية النحيفة بالجنين بشكل حاد- إلى درجة الوفاة داخل الرحم والإجهاض.

كم يستمر المرض؟

تتراوح فترة حضانة المرض (الفترة الزمنية من وقت التعرض حتى وقت ظهور الأعراض) في الغالب بين 5 أيام إلى اسبوعين وفي بعض الحالات النادرة- بين يومين إلى 30 يوم. هذا يعني، أن من اغتسل بمنطقة ملوّثة في ساعات الصباح، وارتفعت درجة حرارته في نفس المساء- فمن المؤكد أنّه غير مريض بداء اللولبيّة النحيفة.

يستمر المرض حوالي 5 أيام حتى اسبوع. في الحالات الصعبة قد يستغرق وقت طويل حتى شفاء أنظمة الجسم المصابة.

في بعض الحالات القليلة يكون هجوم المرض على موجتين: بعد هبوط درجة الحرارة ببضع أيام وظهور علامات تحسن تظهر أعراض أكثر حدة على النحو المبين أعلاه.

كيف يتم التشخيص؟

الصعوبة الرئيسية تكمن في تشخيص الحالة الأولى. يعتمد هذا التشخيص في الغالب على الصورة السريرية والمخبرية واستنادا إلى رواية التعرض. بسبب ندرة المرض من المتوقّع أن يتم التشخيص من قبل مختص في الأمراض المعدية.
أثناء التفشي، عندما يكون هناك "تعريف حالة" (مكان، وقت، أعراض) يكون التشخيص وبائي (كما هو الحال في إسرائيل) دون الحاجة إلى فحوصات محددة. بعد تحديد التشخيص وفقا لملاءمته ل"تعريف الحالة" يقوم الطبيب بالإحالة لفحوصات الدم للتحقق من إصابة الأنظمة المختلفة : تعداد الدم، الأداء الوظيفي للكبد والكلى، مؤشرات الالتهاب.

في حالة غير نموذجية أو مرض حاد أو ظهور المرض بعد التعرض لمنطقة غير مدرجة في قائمة المناطق المصابة يمكن الاستعانة بتشخيص مخبري لتحديد مرض اللولبية النحيفة.

1. يجرى في الاسبوع الأول بعد ظهور الأعراض، وقبل البدء في العلاج، فحص PCR (لتحديد جزيئات بكتيريا في الدم والبول).

2. بعد اسبوعين يمكن تحديد وجود مضادات للبكتيريا في الدم (اختبار MAT يتم إجراؤه في المعهد البيولوجي في نس-تسيونا)

كيف يتم العلاج؟

في معظم الحالات يكون الشفاء تلقائيا، لكن يمكن للعلاج بالمضادات الحيوية أن يسرّع نهاية المرض وتقليل المضاعفات. يستند علاج البالغين في معظم الحالات على إعطاء دوكسيتسيكلين حتى 100 ملغ مرتين في اليوم لمدة اسبوع. الأشخاص الذين لا يمكنهم تناول دوكسيسيكلين (النساء الحوامل، أطفال دون سن 8 سنوات) يتم معالجتهم في الغالب بأزيثروميسين لمدة 5 أيام. (في اليوم الأول يتم إعطاء وجبة مضاعفة).

هل هناك احتمال حدوث مضاعفات؟

كما ذكرنا سابقا، يختفي المرض دون أي أعراض. في حالات قليلة، في غياب العناية الطبية، قد يضر المرض بالكبد والكلى ويتسبب بحدوث نزف والتهاب السحايا. في أحيان نادرة قد يؤدي المرض إلى حدوث قصور في الجهاز التنفسي، وتعطل أنظمة الجسم والوفاة.

ما هي علامات التحذير التي تستدعي التوجه إلى الطبيب؟

في سياق التفشي الحالي: أي شخص تعرض للجداول في هضبة الجولان وظهرت عليه الحمى ما بين يومين- 30 يوم بعد التعرض- هناك اشتباه بإصابته باللولبية النحيفة. يجب التوجه إلى الطبيب خاصة عند ظهور أعراض حادة: ارتفاع درجة حرارة الجسم بدون تحسن بعد يومين من العلاج، ظهور نزف، ضيق في التنفس والقيء الذي يسبب الجفاف.

صحيح حتى موعد كتابة هذه السطور حدثت 14 إصابة عدوى لمتنزهين في جداول جنوب هضبة الجولان- الزفيتان، يهوديا، جدول ميشوشيم (بما في ذلك بركة هميشوشيم) والزاكي. مع ذلك يتم التحقق من الاشتباه بتلوث الجداول شمال الجولان. يجب متابعة إعلانات وزارة الصحة التي تقوم بتحديث المواطنين حالما يتم تشخيص أمكان إضافية مصابة.

ملاحظة في النهاية: كل من زار الجداول اعلاه ولم يمرض معفي من التوجه للطبيب....

دكتور يان ميسكين طبيب عائلة، اختصاصي واستشاري الأمراض المعدية في لواء أورشليم في خدمة الصحة العامة كلاليت، ويعمل في التجنيد الاحتياطي كمستشار للأمراض المعدية في جيش الطب.

دكتور بات شيفع غوتمان طبيبة كبيرة في وحدة الأمراض المعدية في مستشفى مئير من مجموعة كلاليت. كما أنها تعمل كمستشارة في مجتمع كلاليت في مجال الأمراض المعدية واستخدام المضادات الحيوية.

* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات

الانضمام إلى كلاليت

الانضمام إلى كلاليت

كلاليت بحر مليء بالثروات....ترغبون بالحصول على بعضها؟

املأوا البيانات ومندوبنا سيتصل بكم

املأ بياناتك وسنرد عليك في أقرب وقت ممكن

الحقول المطلوبة

قم بالتحديد على الخيار الأمني

يرجى ملاحظة أنه تقدم معلومات شخصية حساسة في النموذج