مرض الفم والأطراف هو مرض شائع عند الأطفال، خاصة في أشهر الصيف والخريف. وهو عبارة عن عدوى فيروسيّة تتميّز عادة بطفح جلديّ يظهر على راحتي الكفين والقدمين، يصاحبه في بعض الأحيان تقرّحات مؤلمة في الفم.
هل هناك علاقة بين هذا المرض ومرض الحمى القلاعيّة؟
بسبب التشابه في الاسم يتم الخلط أحيانا بين مرض الفم والأطراف وبين مرض الحمى القلاعيّة - (Foot and Mouth Disease) لكن لا توجد أيّ صلة بينهما. يصيب مرض الحمى القلاعيّة الحيوانات فقط (الخراف، البقر والخنازير). لا يمكن الإصابة بعدوى مرض الفم والأطراف من الحيوانات ولا يمكن نقل المرض إليها.
هل مرض الفم والأطراف هو مرض معدي؟
جدا.
كيف تتمّ الإصابة؟
السبب الرئيسيّ للعدوى هو فيروس يدعى كوكساكي A الذي ينتمي إلى مجموعة الفيروسات المعويّة.
يمكن الإصابة بالعدوى بسهولة عند ملامسة السوائل مثل اللعاب أو إفرازات الأنف للشخص المصاب. الرذاذ الصغير العالق في الهواء في أعقاب السعال أو العطاس يحتوي على عدد كبير من الفيروسات. ملامسة أسطح وأشياء ملوّثة بالفيروس هي أمر معد أيضا.
ينقل الأطفال العدوى بشكل عام في الأسبوع الأول من المرض. مع ذلك قد يظل الفيروس في البراز لأسابيع وحتى أشهر بعد اختفاء الأعراض، وهكذا يمكن للطفل المتعافي تماما أن ينقل العدوى لأطفال آخرين.
من الشخص المعرّض للإصابة؟
المرض شائع بشكل رئيسيّ عند الرضّع والأطفال دون سنّ 5 سنوات، لكن يمكن أيضا أن يصاب به الأطفال الأكبر سنا والمراهقين والبالغين. يمكن الإصابة بالمرض أكثر من مرة لكن في معظم الأحيان المرة الأولى هي الأشد. إذا تكررت العدوى، غالبا ما يكون المرض خفيفا. معظم البالغين لديهم مناعة ضد المرض لأنّ غالبيتهم قد أصيبوا بعدوى الفيروسات من مجموعة كوكساكي، وحتى إذا تطوّر المرض لديهم، فيكون بشكل عام أخف منه لدى الأطفال.
ما الذي يجب القيام به لتقليل خطر الإصابة بالعدوى؟
من المهم غسل اليدين جيدا، خاصة بعدالذهاب إلى المرحاض، ملامسة النفطات أو حفاض لطفل مصاب (لأنه كما ذكرنا يبقى الفيروس في البراز لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع). كما يوصى بالامتناع عن المقاربة الوثيقة، على سبيل المثال التقبيل والعناق، مع المرضى ويوصى كذلك بالامتناع عن استخدام أدوات الطعام لمرضى مرض الفم والأطراف.
ما هي أعراض مرض الفم والأطراف؟
العلامات المبكرة لمرض الفم والأطراف هي الحمى والشعور العام بالتوعّك، انخفاض الشهيّة وألم في الحلق. ينضم إلى كل هذه طفح جلديّ على شكل بثور حمراء صغيرة على الجلد، الأغشية المخاطيّة للفم والحلق. يصبح الطفح الجلدي أكثر بروزا خلال يوم أو يومين، بدون حكة. قد تكون بقع الطفح الجلديّ مسطّحة أو ناتئة عن سطح الجلد، وقد يتحوّل بعضها إلى طفح مع بثور، وعادة ما يظهر الطفح على راحتي الكفين والقدمين.
في بعض الأحيان يمتد الطفح إلى مناطق أخرى من الجسم، خاصّة في منطقة الأرداف. سرعان ما تتحوّل البثور الصغيرة الحمراء التي تظهر في الفم إلى تقرحات أو دمامل مؤلمة تنتشر على اللسان، اللّثة والأغشية المخاطيّة في الفم. تسبب هذه التقرّحات المعاناة والألم وصعوبة في الأكل والشرب.
ليس من الضروريّ أن تظهر جميع الأعراض. في بعض الأحيان تظهر فقط بعض القروح والطفح الجلديّ، وفي بعض الأحيان يمرّ المرض دون أن نعلم أننا قد أصبنا به.
كم يستمر ظهور الأعراض؟
عادة تستمر بضعة أيام، وهي في الغالب أقل من عشرة أيام.
كيف يتم تشخيص المرض؟
يقوم الطبيب بتشخيص المرض حسب الأعراض والطفح الجلديّ المميزة للمرض. ليس هناك فحص مختبريّ لتأكيد التشخيص.
كيف تتمّ معالجة المرض؟
على غرار الأمراض الفيروسيّة الأخرى، لا يوجد علاج خاص لمرض الفم والأطراف. يشمل العلاج الذي يُنصح به المكوّنات التالية: الراحة، خفض الحرارة، الإكثار من شرب السوائل وتخفيف الألم الناتج عن الدمامل في الفم. للتخفيف من الألم يمكن استخدام أدوية لا تستلزم وصفة طبيّة مثل الأكامول والنوروفين. كما يمكن للمأكولات الباردة مثل البوظة والآيس كريم أن تساعد في التخفيف. لا يُنصح بتقديم المأكولات والمشروبات الحامضة أو الحارة التي من شأنها فقط أن تفاقم الألم في الفم. يمكن أن ندهن على التقرحات الجلديّة غسول كالامين الذي يساعد على تجفيفها. سيختفي المرض تلقائيّا خلال بضعة أيام.
هل صحيح أنّ حليب الماعز يخفّف من الألم في الفم؟
هناك تقارير تفيد ذلك، لكنها لا تستند على قاعدة علميّة. يمكن أن نجرب، لكن يجب في كل الحالات الحرص على أن يكون الحليب مبسترا. قد يعرّض حليب الماعز غير المبستر الطفل لمرض البروسيلا، وهو مرض أصعب من مرض الفم والأطراف. كما يمكن لرُبّ الخروب أن يساعد في شفاء القروح في الفم.
هل من الممكن حدوث مضاعفات للمرض؟
المضاعفات المهمة هي الجفاف الذي قد ينتج عن امتناع الطفل عن الشرب بسبب الألم الذي تسببه التقرحات في الفم والحلق. لذلك يجب الحرص على تزويد الطفل بالسوائل بأي طريقة ممكنة.
قد يؤدي امتناع الطفل عن الأكل والشرب إلى الحاجة إلى تزويد الطفل بالسوائل عن طريق الوريد في قسم الطوارئ، أو في المستشفى في قسم الاستشفاء النهاري أو مركز صحّة الطفل في المجتمع المحليّ. يمكن في معظم الحالات التغلّب على المشكلة في المنزل دون اللجوء إلى الحقن الوريديّ.
من المضاعفات الأخرى نادرة الحدوث: التهاب السحايا والتهاب الدماغ. تختفي هذه المضاعفات النادرة لكنها تتطلب دخول المستشفى للتشخيص والمراقبة.
متى يمكن إعادة الطفل إلى الروضة أو المدرسة؟
يمكن إعادة الطفل إلى رفقة الأطفال بعد مرور 24 ساعة على اختفاء الحمى وبعد تحسّن الشعور العام لدى الطفل، وعدم ظهور آفات جديدة على الجلد أو الفم.
دكتور يورام بيلشر أخصائي طب الأطفال في مجموعة كلاليت
أمير كليبيتسكي أخصائي طب الأطفال والأمراض المعدية في كلاليت ومدير مركز بات يام لصحّة الطفل
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات