بحث

dsdsdsd
زيادة وزن الطفل

تاثير الحالة النفسية على زيادة وزن الطفل

الأخصائية الاجتماعية إيمان خلف توضح لنا في هذا القسم من تاثير الحالة النفسية على زيادة وزن الطفل ، الخلفية من وراء نمو الاضطرابات الغذائية، وما هي اسطورة النحافة وهل لذلك ارتباط بهويتنا الشخصية

العاملة الاجتماعية ايمان خلف

حسب تحليل الدكتورة ياعيل ليتسر فإن ظاهرة الاضطرابات في تناول الطعام لدى السكان العرب ما زالت محدودة، وسبب ذلك، حسب تحليلها، أن مفاهيم الهوية الشخصية ما زالت موجودة لدى المواطنين العرب، فالتقاليد والقيَم بين العرب واضحة أكثر مما هو الأمر لدى المجتمعات الغربية. الأخصائية الاجتماعية إيمان خلف تقول إن زيادة الوزن لدى الأطفال هي أمر لا يمكن تغييره بسرعة ويستوجب الأمر الكثير من الصبر، التفهم، قبول الطفل واحتوائه لكي نساعده على تبني التوجه الصحي والصحيح نحو الطعام ولمنع نشوء الاضطرابات في سن البلوغ.

ما هي أسباب إزدياد الوزن من الناحية النفسية الاجتماعية؟

هنالك الكثير من الأبحاث حول الموضوع، وبودي هنا عرض ما تقوله د. ياعيل ليتسر، التي شغلت لفترة طويلة منصب مديرة عيادة علاج الاضطرابات في التغذية في مستشفى رمبام في حيفا، فهي تشير إلى ثلاثة أسباب لظهور الاضطرابات في تناول الطعام، وأميل إلى تبني تحليلها هذا، وهي:

1- ضغوط اجتماعية

2- أسباب عائلية

3- أسباب ذاتية ونفسية


1- الأسباب الاجتماعية:

حسب د. ليتسر فإن الاضطرابات في تناول الطعام باتت تميز المجتمعات الغربية، والخلفية من وراء نمو هذه الاضطرابات هي السعي "للنحافة"، فهذا السعي للوصول إلى النحافة يشكل ضغطًا اجتماعيًا، حيث نشأ ما يمكن تسميه "أسطورة النحافة"، وتلعب وسائل الإعلام دورًا هامًا في بناء هذه الأسطورة من خلال المساواة بين النحافة والجمال، 

وفي أسطورة النحافة هذه نجد الارتباك في الهوية، أي في مفاهيم الجمال وفي المقابل في الانتماء للقيم المجتمعية، حيث يتطلب الأمر تلبية التوقعات التي يضعها المجتمع ومن ضمن هذه التوقعات السعي للنحافة، هذا الارتباك في الهوية يؤدي إلى الاضطرابات في تناول الطعام.

وحسب تحليل الدكتور ياعيل ليتسر فإن ظاهرة الاضطرابات في تناول الطعام لدى السكان العرب ما زالت محدودة، وسبب ذلك، حسب تحليلها، أنه ما زالت الهوية موجودة لدى المواطنين العرب، من حيث التقاليد والقيَم الواضحة أكثر مما هو الأمر في المجتمعات الغربية.

لكن، برأيي وخاصة في السنوات الأخيرة، فإن مجتمعنا آخذ بالتأثر أكثر وأكثر بالقيم التي تصلنا من المجتمعات الغربية، هذه القيم التي تضع النحافة مثلاً للجمال، ولأن مجتمعنا ما زال ليس مستعدًا للتغيير فإن الارتباك في الهوية الشخصية، لدينا آخذ في الازدياد. 

 2- الأسباب العائلية:

إننا نلاحظ انه في العائلات التي تعاني من اضطرابات في تحديد الهوية، بأنها تواجه صعوبات في وضع الحدود وتعريف الوظائف داخل البيت الأمر الذي يؤدي إلى الاضطرابات في تناول الطعام، مثلاً في تحديد ما هو "مسموح" وما هو "ممنوع"، فالأم لها رأي والأب في المقابل له رأي آخر.. الأم تقول "ممنوع" الذهاب للرحلة، والأب يصمت أو يقول "مسموح"، أو أن نقول أن هنالك أهمية لوجبة الفطور بينما لا يتم تحضير وجبة الفطور، ولذلك فهذه المواقف المزدوجة مربكة للطفل.

ولذلك هنالك حاجة لوجود قيم ومعايير واضحة ومثابرة من قبل الأهل. هذا الوضوح في ما يريده الأهل يحمل في طياته الضمان للصحة النفسية والضمان لعدم الارتباك في تحديد الهوية، يجب أن نعلم إنه إذا كان أحد الوالدين سمينًا، فالطفل يميل إلى تقليده.

وطبعًا فلدينا الأطفال الموجودون في مجموعة الخطر الذين لديهم القابلية لنشوء اضطرابات في التغذية، وهؤلاء الأولاد يعيشون في عائلات لديها: مفاهيم مزدوجة، تساؤلات دائمة ولا أجوبة عليها، عدم الوضوح، عدم الشعور بالأمان داخل البيت، الشعور بأن الأهل خائفون ومرتبكون.

ماذا يتوجب على الأهل أن يفعلوا في هذه الحالة؟ 

- تقديم المثال الشخصي بأن يكونوا نموذجًا إيجابيًا لأطفالهم.

- تشجيع الاستقلالية الغذائية لدى الأطفال وزيادة إمكانيات الاختيار للأطفال بدل إتباع نهج "الممنوع".

- التركز في الإيجابي لدى الطفل وتعزيز التقييم الذاتي الايجابي لديه.

-  تخفيض الضغوطات في حياة الطفل، من خلال تشخيص مصادر الضغط وإزالتها.

- خلق ديناميكا عائلية إيجابية في حياة الطفل التي من شأنها أن تساعده على اكتساب الأدوات والمهارات العاطفية والاجتماعية.

- مساعدة الطفل أن يواجه المشاعر السلبية من خلال عملية احتواء مشاعره، لكي يتعلم بنفسه، عندما يصبح بالغًا، كيفية احتواء مشاعره، بدل اعتماد الطعام وسيلة للتغذية العاطفية وللتغلب على مشاعر الخوف والغضب والذعر لديه.

3- الأسباب الذاتية النفسية:

هنالك عدد من المؤشرات التي من الممكن أن تشير لنا إلى وجود حالة نفسية لدى الطفل تؤدي به إلى الاضطرابات في تناول الطعام:

1 - لدى اعتماد الطفل الطعام كمهدئ لتخفيف مشاعر الخوف والذعر.

2 - عندما يعزي الطفل نفسه بتناول الطعام وبهذا يُسكت مشاعره لكونه طفلاً حساسًا.

3 - اعتماد الطعام كوسيلة احتجاج سلبية، في مواجهة محاولات الأهل لتحديد تصرفاته، وعدم تفهم احتياجاته.

4 - اعتماد الطعام لإقصاء الشعور بالإحباط أو لركن مشاعر الغضب التي ليس باستطاعته التعبير عنها بحرية.

5- عندما ينحى باللائمة على نفسه، حيث تكون لديه أفكار ومشاعر سلبية نحو جسمه.

6 - تقييم ذاتي منخفض الأمر الذي يؤدي إلى التركز في موضوع الوزن، كمحاولة للحصول على الشعور بالسيطرة (شعور متخيّل). ومن جهة أخرى قد نرى أن الطفل يتركز بالطعام ويقول أنه مبسوط وذلك كتعبير عن تقييم ذاتي منخفض أو عن حالة احتجاج.

ماذا تقولين للأهالي الذي يعاني أبناؤهم من زيادة الوزن؟

زيادة الوزن لدى الأطفال هي أمر لا يمكن تغييره بسرعة ويتوجب على الأهل الكثير من الصبر، التفهم، قبول الطفل واحتوائه لكي نساعد على تبني التوجه الصحي والصحيح نحو الطعام ولمنع نشوء اضطرابات في التغذية في سن البلوغ.      

* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات

الانضمام إلى كلاليت

الانضمام إلى كلاليت

كلاليت بحر مليء بالثروات....ترغبون بالحصول على بعضها؟

املأوا البيانات ومندوبنا سيتصل بكم

املأ بياناتك وسنرد عليك في أقرب وقت ممكن

الحقول المطلوبة

قم بالتحديد على الخيار الأمني
 

يرجى ملاحظة أنه تقدم معلومات شخصية حساسة في النموذج