تعد أوجاع الرأس لدى الأطفال من الأسباب الأكثر انتشاراً لزيارة الطبيب أو غرفة الطوارئ. الأسباب متعددة ومعظمها ذات طابع جيد وتزول دون ترك عواقب. تتركز المخاوف لدى الأهل على وجود أورام خبيثة في الدماغ أو التهابات شديدة مثل السحايا مثلا التي تحتاج إلى التشخيص.
أوجاع الرأس أكثر انتشارا لدى البنين حتى جيل سبع سنوات وأكثر عند البنات بعد سن المراهقة. أوجاع الرأس ممكن أن تظهر فجأة أو تكون مزمنة أو بشكل دوري أو تزداد سوءا مع الزمن. ولكل من المجموعات أنواع من أوجاع الرأس خاصة بها. كالشقيقة مثلا التي تظهر بشكل دوري.
تختلف عوارض أوجاع الرأس باختلاف الجيل وقد يظهر الصداع عند الأطفال على شكل هيجان، تبدل في المزاج أو الميل إلى النوم.
معلومات تساعد على التشخيص:
معظم أوجاع الرأس لا تحتاج إلى صور الأشعة للتشخيص ويجب الاستفسار عن مصدر وجع الرأس من خلال العديد من الأسئلة:
- الانف والاذن والحنجرة: التهاب اللوزتين، التهاب الجيوب الأنفية، الأذنين التهاب وتسوس الأسنان.
- العينين: تراجع حدة النظر، اضطراب الرؤيا، رؤية أشياء مزدوجة أو اشتداد الصداع عند القراءة أو النظر للقريب أو البعيد.
- أوجاع مصدرها تشنج عضلات الرقبة والكتفين بسبب الجلوس المستمر أو غير الصحيح على الأغلب أمام الشاشات (حاسوب، IPAD, Tablet, Iphone....).
- ارتفاع درجة الحرارة مع أوجاع الرأس أو التقيؤ تزيد من إمكانية وجود التهاب السحايا الفيروسي أو الجرثومي.
- استعمال أدوية بشكل مزمن أو أدوية جديدة من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع التوتر داخل الجمجمة (Pseutotumor cerebri ).
- وجود تشوهات خلقية في منطقة الرأس.
- وجود أمراض الصداع النصفي (الشقيقة) في العائلة، عند الأهل أو الأجداد بسبب العنصر الوراثي لهذه الأوجاع.
- التسمم/التعرض لأول أكسيد الكربون نتيجة التدفئة أو الاحتراق.
- السؤال عن الوجع، مكانه (قسم من الرأس أو كل الرأس كالصداع التوتري أو بعض الرأس كالجزء الأمامي في الأوجاع المربوطة بالعينين)، مدته، نمط ظهوره وحوادث مواكبة لظهوره.
- هل يوجد حادث قديم، اصابة للرأس في الأسابيع التي سبقت الوجع (نزيف داخلي أو مزمن)
- هل يوجد أسباب تستدعي الوجع مثل العادة الشهرية مثلا.
- مشاكل عصبية مثل ظهور الحَوَل أو عجز حركي في أحد اليدين أو الرجلين أو عدم القدرة على حركة العينين الكاملة، تغير في حالة وعي الطفل أو المشي المترنح أو تغير في سلوك الطفل.
- هل يوجد أشياء تقلل من الوجع أو تزيده أو تصاحبه.
- ماذا يعمل الطفل أثناء الوجع: النوم، اتمام اللعب...
- هل يوجد حالات تنذر بقدوم الأوجاع مثل "العادة الشهرية " أو تغيرات في حالة الطقس.
الأسباب:
تقسم أسباب أوجاع الرأس إلى مجموعتين كبيرتين:
المجموعة الأولى: وجع رأس أولي ويشمل الصداع النصفي (migraine - الشقيقة) الشائعة والتقليدية، وجع الرأس التوتري (tension)، وجع الرأس العنقودي (cluster)، ومعادلات الشقيقة أو أنواع من الشقيقة المختلطة التي يصاحبها فقدان للبصر أو شكل أحد الأطراف وهي نادرة لدى الأطفال.
المجموعة الثانية: وجع الرأس الثانوي ويشمل
• التشوهات الوعائية في الدماغ كأمهات الدم (aneurysma) أو تخثر الأوعية.
• أورام الدماغ يصاحبها عادة صداع مستمر يصاحبه في الحالة العامة وجود فحص أعصاب غير سليم، التقيؤ عند الصباح أو أوجاع توقظ المريض من النوم، ازدياد الأوجاع عند الجهد ودخول المرحاض أو الصعود على الدرج.
• ازدياد التوتر داخل الجمجمة أو انخفاضه.
• PTC - pseudotumor cerebri- ارتفاع التوتر داخل الجمجمة.
• الالتهابات على شتى أنواعها.
• اصابات الرأس- ممكن أن يؤدي إلى وجع مزمن ظهور أي وجع حتى أسبوعين من الاصابة.
• التعرض لمواد مثل الكحول، الكافايين، السموم، أول أكسيد الكربون، الاستعمال المفرط لأدوية تخفيف الأوجاع وغيرها.
• تخثر الأوعية أو انسدادها يؤدي إلى أوجاع رأس مفرطة.
• مرض الاختلاج (epilepsy).
• أمراض مزمنة عامة مثل بعض أمراض المفاصل، ضغط الدم أو التهابات الأوعية الدموية.
التشخيص:
باعتبار المعلومات المسبقة يمكن تحديد هوية الوجع ومميزاته. كل مريض يجب أن يخضع لفحص أعصاب كامل. نادراً ما توجد حاجة لإجراء فحوصات إضافية مثل الأشعة، CT أو MRI.
من الفحوصات الإضافية التي تساعد الطبيب على تحديد هوية الوجع: فحوصات الدم (صورة الدم أو الغدة الدرقية) وفحص العينين الكامل.
عوامل مقلقة في أوجاع الرأس:
- وجع رأس جديد ومفاجئ، تغير مفاجئ في نمط وجع رأس مألوف من حيث الشدة، وتيرة ظهوره، مدته أو مميزاته.
- ازدياد الوجع في حالة جهد أو السعال أو العطس أو دخول المرحاض أو صعود الدرج.
- علامات مرافقة مثل ارتفاع درجة الحرارة، انخفاض الوزن، أوجاع مفاصل أو التقيؤ
- خلفية عائلية لمشاكل تخثر الدم، مرض معروف مثل NF- neurofibromatosis
- تغير في حالة الوعي للطفل، تغير في السلوك أو الترنح عند المشي
- فحص عينين غير سليم أو فحص أعصاب غير سليم
- الوجع يصحي المريض من النوم أو يظهر في الصباح أو فوراً بعد الاستيقاظ
- محفزات لبداية الوجع كحالة الطقس أو طعام معين أو العادة الشهرية
- فحص قطر الرأس، تغير بشكل غير طبيعي ومتوقع أو تأخر في نمو الطفل
- تراجع في التحصيل الدراسي
العلاج:
بعد التشخيص يجب العلاج الذي يعتمد على نوعية الوجع. هنالك أمور أساسية عامة يجب مراعاتها للتقليل من أوجاع الرأس:
- تغيير نمط الحياة، إزالة أجهزة ألكترونية من غرفة النوم، المحافظة على وجبات طعام منظمة، التحديد من استهلاك الكافائين (القهوة والشاي، الكولا ومشروبات الطاقة)، شرب كميات كافية من الماء، مزاولة الرياضة، تجنب المحفزات لبداية الوجع، معالجة الضغوط النفسية الانتباه لوجود مخاوف أو مواقف مشغلة للمريض (موترة).
- علاج أوجاع الرأس الدوائي مثل الأكامول أو الأبوبروفين. يجب الانتباه إلى عدم تناول الأدوية بشكل دائم لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى أوجاع رأس مزمنة.
- العلاج المكمل مثل أساليب الاسترخاء، أو الوخز بالإبر الصينية
- العلاج الدوائي الوقائي وهي أدوية يتناولها المريض بشكل يومي من شأنها أن تقلل من حدة ووتيرة النوبات.